دفاعاً عن حق الحياة.. نساء أفغانيات يواجهن قمع طالبان بالاحتجاج وإحراق البرقع
دفاعاً عن حق الحياة.. نساء أفغانيات يواجهن قمع طالبان بالاحتجاج وإحراق البرقع
دعت العاملات في مستشفى هرات الحكومي إلى إنقاذ حياة النساء والأطفال بعد أن منعت حركة طالبان دخول المريضات غير المرتديات للنقاب أو الحجاب الكامل إلى المستشفى، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر قسوة منذ سيطرة الحركة على أفغانستان.
وجاءت هذه الدعوة خلال وقفة احتجاجية نظمتها الطبيبات والممرضات أمام بوابة المستشفى، حيث أكدت المشاركات أن هذا الإجراء لا يهدد فقط حقوق النساء في العلاج والعمل، بل يمسّ الحق الإنساني في الحياة، بعد أن وثّقت تقارير وفاة نساء وأطفال نتيجة حرمانهم من الرعاية الصحية، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الثلاثاء.
وفرضت حركة طالبان منذ أسابيع قيودًا جديدة على النساء في مدينة هرات، رغم التزام الغالبية بالحجاب الفضفاض المعروف محليًا بـ"حجاب الصلاة".
ومنعت الخياطين من خياطة الملابس النسائية، وألزمت المستشفيات بأن تتولى الطبيبات حصريًا علاج النساء، في وقت انتشر فيه عناصر “وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في الأسواق لمراقبة ما يُعرف بـ“حجاب طالبان”.
وأشارت منظمات حقوقية إلى أن هذه السياسات تجاوزت الأعراف الثقافية السائدة، وأنها تمثل تجريمًا للهوية النسائية ومحاولة لطمس حضور المرأة في الحياة العامة.
شهادات من قلب المعاناة
روت الدكتورة مسعودة أميد، إحدى المشاركات في الوقفة الاحتجاجية، تفاصيل ما شهدته من مآسٍ: “قبل يومين حاولت دخول المستشفى لأداء عملي، لكنني مُنعت مع عدد من المريضات وأطفالهن”.
أمام البوابة كانت أم تحتضن طفلها المتألم، تتوسل للسماح لها بالدخول، وعلى مقربة، كانت امرأة مسنّة مستلقية على الأرض الرطبة وابنها يتوسل لعلاجها، لكن دون جدوى".
وأضافت أميد بصوت يملؤه الأسى: "لم أستطع النوم تلك الليلة. كانت برودة الطقس قاسية مثل قسوة القلوب التي منعت هؤلاء المرضى من دخول المستشفى، وفي صباح اليوم التالي، قررنا أنا وزميلاتي الاحتجاج، ليس فقط بوصفنا عاملات في القطاع الصحي، بل نساء يرفضن الصمت أمام الظلم".
النساء يكسرن الصمت
تجمعت عشرات الطبيبات والممرضات أمام المستشفى الحكومي، رافعات شعارات تطالب بحق النساء في العلاج والعمل دون تمييز.
ورغم محاولات عناصر طالبان تفريق التظاهرة ومنع الصحفيين من التغطية، رفضت المشاركات الانصياع، وأكدن أن مطلبهن الوحيد هو ممارسة عملهن الإنساني بحرية.
وقالت الدكتورة أميد: "طالبونا بارتداء البرقع شرطاً للدخول، فقلنا ساخرات: هل علينا إجراء العمليات الجراحية وهنّ يرتدين البرقع؟ وفي نهاية اليوم، أحرقنا البرقع احتجاجًا، لأنه رمز للقيود التي تكتم أنفاسنا".
صرخة في وجه الظلام
جسدت احتجاجات موظفات مستشفى هرات رمزًا لصمود المرأة الأفغانية في وجه القمع المتصاعد، فرغم التهديدات والاعتقالات والخوف، تواصل النساء الأفغانيات نضالهن من أجل حقهن في العمل والكرامة والحياة.
كانت صرخة مسعودة أميد وزميلاتها صدى لآلاف الأصوات المكبوتة في أفغانستان، تؤكد أن المرأة هناك لن تخضع لصمت طالبان، وأنها ستواصل الدفاع عن إنسانيتها مهما كانت القيود.











